ذلك الطفل الذي يترعرع في العائلة المشبعة بالايمان والخير لن يحتاج الى كثير حديث
أن تطعم ولدك وتطببه وتكسوه فذاك إعاشة, وأن تربيه, فذاك أمر مختلف تماما. وكما يقول المثل إن تربية طفل تحتاج الى قرية بأكملها , لكن اعاشته قد تتوفر حتى من الغريب, والدولة والبعيد.ربى النبي عليه السلام أبناءه أبناءه في مكة التي كانت مركز المشركين وتربى موسى عليه السلام في بيت فرعون، وعاش إبراهيم عليه السلام بين عبدة الأصنام، لذا فلا عذر لمن يقول انه يعيش في مجتمع غير إسلامي عند ضياع أولاده والعذر أبعد عمن يعيش في مجتمع مسلم.تبدأ قصة كل طفل من المنزل، فالبيت القائم على الحب والهدوء والسكينة، هو ملجؤه الأول, يجد فيه التشجيع والدعم والملاذ الآمن الذي يوفر له الحب والسكينة والتقبيل والاحتضان والتشجيع ، وحيث يعايش القيم الرفيعة بين والديه، ويفهم معنى الاحترام والكلمة الطيبة، والعفو عند المقدرة، والصدق، والأمانة، والمعاملة بالحسنى، والصبر ، ويستطيع أن يرجع كل ذلك لمصدره: القرآن الكريم وسنة النبي التي أنزله أرض الواقع عيانا.ذلك الطفل الذي يترعرع في العائلة المشبعة بالايمان والخير لن يحتاج الى كثير حديث عن أضرار المخدرات، وعن أثر العلاقات العاطفية والجنسية داخل المدرسة ، ولن يستهويه الخمر ولن تغريه النوادي الليلية, فهو آمن في سربه, بروح يقظة ونفس مطمئنة وأبوين حنونين يمدان ايدهما اليه بالقرآن فحسب.يتحول ذلك الطفل, الهبة الربانية و زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ الى أحد الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ, ويتواصل عطاؤه في الحياة وبعد الممات . { اذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له} رواه مسلم. كان محمد صلى الله عليه نبيا مربيا, علمنا كيف نعيش قيم القران الكريم كوالدين , فرسم لنا سمات المربي الناجح عبر صفات قرانية أربعة: لقد كان رؤوفا رحيما حليما حكيما. كان رحيما رقيق القلب والعاطفة, وافر الرحمة الشاملة في كل أمر , ظاهره و باطنه, سيرورته ومنتهاه, وكان رؤوفا, مشفقا يختار الحسن في جميع الأحوال أولها وآخرها, ظاهرها وباطنها,
في بدايتها ونهاياتها,
وكان حليما يتوخى الأناة وليس من صفاته العجلة , ُ يضبط نَّفسه وطباعه الانسانية ولا تراه أبدا هائجا أو غاضبا.
وكان حكيما يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلهابهذه الخلق القرآنية, التي يراها الطفل في سلوك والديه , ويلمس ثمارها حوله وفي تفاصيل حياته, تتحول أحواله , واحوال مجتمعه نحو الأفضل, وتنساب الرحمة والسكينة في البيوت . لذا فأول خطوة لتحقيق ذلك هي توفير القران الكريم لمن يحتاجه, ثم ستسلك القلوب مسار الحب والاتباع لنداء الوحي والحكمة, فالقرآن, كلام الله, هو الحصن الذي تبقى للإنسانية لتلمس حدود المعروف ومعرفة طبيعة المنكر. وبلا انواره ستختلط الأمور وتسود الفوضى الأخلاقية, وتضيع فطرة الانسان الأولى, وان حفظها هي الغاية الكبرى والاسمي لأي عملية تربوية لأولادنا ومجتمعاتنا.ساههم معنا في مؤسسة القرآن للروح في هذا الخير, وشاركنا شرف إيصال القرآن الكريم لمن يحتاجه بلغته الام, وأنت بذلك تساهم يقينا في تغيير حياته نحو الأفضل.