اوصانا القرآن الكريم , كتاب الله الخاتم للإنسانية جمعاء, بالإحسان إلى الوالدين بلا حدود, والعطف عليهما خاصة حين يكبران ويضعفان.
إن معروف الوالدين لا يمكن الإيفاء به مطلقا, لذا فالإحسان اليهما يأتي في المقام الثاني بعد العلاقة مع الله الخالق, ومهما بلغ مقدار الاحسان اليهما, فان ذلك لا يعادل جزءا بسيطا مما قدماه لنا.عمل والداك بكل وسعهما , وعلى مدى حياتهما, بدون كلل أو ملل أو تبرم أو انزعاج, لتكون أفضل النّاس على الإطلاق، وأسعدهم وارقاهم علما واخلاقا وأدبا. قد يجوعان لتشبع ويتعريان لتتغطى ويمرضان لتشفى ويضحيان لتسعد ولا يتشكيان أبدا, فأنت بالنسبة لهما منتهى وجودهما وزهرة حياتهما.اوصانا القرآن الكريم , كتاب الله الخاتم للإنسانية جمعاء, بالإحسان إلى الوالدين بلا حدود, والعطف عليهما خاصة حين يكبران ويضعفان.يمنعك القرآن أن ترفع الصوت بحضرتهما ويشدد على عدم أذية مشاعرهما مهما كانت الأسباب. لا وجود لسبب يمكن أن يبرر جرح قلب أم أو أب , لا وجود له على الاطلاق, فلا تبحث عن سبب نفاه الله أصلا . (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*).[ الإسراء، آية: 23-24]. إن أمر أحد والديك أمرا, عليك أن تستجيب فورا ولا تناقشهما المعنى, الا اذا امراك بمنكر, فتردهما ردا حسنا بمعروف, ولا تظهر التأفف لهما واعتذر إليهما بكل حب ولين ولباقة، (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).[ لقمان، آية: 15] ومن البر الإنفاق على والديك من مالك بلا حدود ضمن المستطاع لديك (إنَّ أطيبَ ما أكلَ الرَّجلُ من كسبِهِ وإنَّ ولدَهُ من كسبِهِ). تخريج مشكاة المصابيح رقم 3 /34].حتى إن فارقاك بموت أو سفر, يوصينا القرآن بذكرهما والدعاء لهما (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).[ الإسراء، آية 24]البنت الصالحة والابن الصالح خير لا ينقطع لوالديهما. في احد المدن السويسرية, تقدمت أم تحمل ابنتها معها لإمام المسجد تسأل عن كيفية اسلام ابنتها. سألها الامام ان كانت هي نفسها مسلمة فأجابت بالنفي , لكنها تريد أن تكون ابنتها كابناء جيرانها المسلمين , فقد رأت تصرفهم مع والديهم وتريد أن تكون ابنتها مثلهم, ولا تريد أن تكون ابنتها كغيرها من الشباب من غير المسلمين.ينشئ القرآن الشباب على الفضائل ويبعدهم عن الرّذائل والفواحش عبر تقوية الإرادة فيهم وتربيتم على المعنى الحقيقي للحرية, عبر الابتعاد عن المتع القاتلة لا الانغماس فيها. ترى عموم الشباب اليوم الذي يعيش في الثقافة الإباحية المتحللة من الاخلاق والفضيلة, ضحايا كل أنواع المخدرات وصنوف الممارسات الجنسية اللانهائية وأنواع المسكرات التطبيقات والنوادي المغلقة التي تمارس فيها اشد الرذائل فتكا بروح الانسان, ويجد الوالدين نفسيها حيال ذلك عاجزين عن التوجيه, مجردين من أسلحة العقيدة والمنطق والايمان. فلا جواب لديهما ان سأل الشاب لماذا هذا ممكن وهذا ليس ممكنا, فليس هناك غير الله القادر على الإجابة على هذه الأسئلة حين يخبو سلطان القانون أو يزيغ, وحين تتغول التيارات اللاأخلاقية حتى تصير ثقافة سائدة. هنا يستطيع القران فقط وحده بسلطانه على القلوب أن يغيير سلوك أبنائنا نحو الأفضل على الإطلاق, اذ يصبح الشاب مستمتعا بطاعة والديه, فخورا بترك المعاصي, معتزا بنفسه وقدرته على التغيير لسلوكه وما حوله. هكذا يحول الوازع القرآني في قلوب الشباب المستحيل الى سهل متاح.وحين تمتد يد الولد نحو ابيه او امه بالأذية, وحين يكبران ويعجزان, فلا وازع يمكن ان يرد الولد عن الا القرآن.كم تحتاج الإنسانية الى هذا القرآن , وكم تحتاج عائلاتنا في كل العالم لنوره, فما نحن على الأرض سوى والد ومولود, وبه يصلح الوالد كما يصلح المولود, وتتحول أجواء الحرب والضعف , الى سحائب الألفة والمحبة. تخيلوا فقط أثر ذلك على المجتمعات والسلم الاجتماعي فيها. إنه القرآن يا صاحبي, المعجزة الصانعة على الدوام للمعجزات. فساهم معنا في ايصاله لكل من يحتاجه, بلغته الام, فما اكثر من يحتاجه..
