ربما لا تعرفون الكثير عن ليبيريا، ولكنه بلد حديث، يقع في غرب إفريقيا حيث يتحدث السكان أكثر من ثلاثين لغة. كما أنه يطل على المحيط الأطلسي، ويحده كل من سيراليون وغينيا وساحل العاج. وهو أول بلد حصل على الاستقلال في القارة الأفريقية، في العصر الحديث، في عام 1847.
يبلع تعداد السكان في ليبيريا 4.8 مليون نسمة مما يجعله أحد أصغر البلدان في إفريقيا. هذا مع العلم أن ما يقرب من نصف السكان في ليبيريا يعيشون في مناطق حضرية، و25 في المئة منهم في العاصمة مونروفيا.
شهد البلد أسوء حرب أهلية ما بين عامي 1989 و 2003 وفتك به أيضا فيروس إبولا، ويعاني من اقتصاد الجيب القائم على إنتاج الحديد الخام، ويواجه وضعية إنسانية هشة.
يشكل المسلمون في ليبيريا أقلية مهمة من السكان، تبلغ ما بين 15 في المئة و30 في المئة حسب التقديرات. وصل الإسلام إلى المنطقة في القرن الثاني عشر وأغلب المسلمين في ليبيريا من السنة بالأساس. وأدت الاضطرابات خلال نهاية التسعينيات الى تدمير عدد من المساجد ومدارس تعليم القران وإلى نفي عدد من أعضاء المجتمع الإسلامي إلى سيراليون وغانا ومناطق أخرى مجاورة.
واليوم، تعد الاحتياجات هائلة وهو السبب الذي دفع "كورانفورسور" إلى الاستجابة لنداء المجتمع الإسلامي في ليبيريا. وسنستعرض في هذه المقال المهم الأنشطة التي قمنا بها على الأرض في مستهل شهر آب/أغسطس 2021.
توزيع أول مساعدات على حدود مونروفيا، عاصمة ليبيريا.
عمل شركاؤنا في الميدان، كل من جمعية محمد سيكو وبرودرز للتنمية في ليبيريا، وجمعية مدرسة يايا كيتا، على تركيز الجهود على مونروفيا وكذلك على بعض المدن والأقاليم النائية. وخصّت التبرعات الأولوية (بعد التقييم) لمدارس التعليم، ومراكز تحفيظ القران الكريم، فضلا عن اللجنة العليا للشؤون الإسلامية والمساجد. وشرع شركاؤنا في توزيع نسخ من القران الكريم (مع الترجمة إلى الإنجليزية) منذ وصول الحاويات في نهاية شهر آب/ أغسطس 2021. وتستمر هذه العمليات حتى اليوم ونحصل على عدد من الطلبات من المؤسسات الموجودة في جميع أنحاء البلد. ونظم فريق من المتطوعين مزود بعربات عملية التسليم والتوزيع.
ليبريا : تظل الأولوية من ضمن الأولويات
في هذا البلد ذي الاحتياجات الهائلة، عرفت العملية نجاحا باهرا. وهي في الواقع أول عملية من هذا النوع في تاريخ البلد، ولا يوجد أدنى شك في أن توزيع 25000 نسخة من القران، كاستجابة للضرورة الفورية، أثلجت صدور المستفيدين والمشرفين والدعاة ومسؤولي المراكز والهيئات الدينية والموظفين المدنيين. الى درجة أن وسائل الإعلام الوطنية وشبكات التواصل الاجتماعي داخل البلد نقلت الحدث.
السلطات الليبيرية: جهة فاعلة
كانت الحاويات معفاة عند الوصول من الرسوم الجمركية من السلطات الليبيرية. ولاقت هذه الالتفاتة تقديرا كبيرا ونغتنم المناسبة من خلال هذا المقال للتأكيد على شكرنا. وبما أن الاحتياجات لا تزال قائمة، فسنعود بدون شك من أجل مهمة أخرى، حيث سيكون الهدف تغطية باقي أقاليم البلد.
سنبقيكم على علم بجديد
التبرعات.