يُعتبر الإسلام الديانة التوحيدية الأولى المُوثق وصولها إلى الفلبين
استهل دخول الاسلام بالفلبين في القرن الثالث عشر عن طريق التجار المسلمين من الخليج العربي وجنوب الهند والأرخبيل الملايوي. وقد سجل إحصاء عام 2000 أن السكان المسلمين يمثلون حوالي6% من السكان الكلي في الفلبين، بينما يقدر المسلمون نسبتهم 11%. على الأقل.معظم المسلمين يقطنون في منطقة مينداناو وأرخبيل سولو وبالاوان، وهي مناطق معروفة باسم بانجسامورو أو منطقة مورو. تتبع الأغلبية منهم المذهب السني الشافعي.
وصل الإسلام إلى الجزر الجنوبية للفلبين من خلال التفاعل التاريخي لمينداناو وسولو مع جزر إندونيسيا وبورنيو، وذلك بفضل التجار والدعاة المسلمين في القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر، مما أدى إلى تأسيس عديد السلطنات وكان للغة العربية حضورا رسميا بارزا فيها .
خلال القرن السادس عشر، ومع بداية الغزو الإسباني للجزر، بدأ اضطهاد المسلمين وفرضت الكاثوليكية بالقوة على المجتمعات المحلية . واستمرت مقاومة الغزو الإسباني من طرف مسلمي البلاد لمدة تناهز ثلاثة قرون, قتل فيها عدد لا متناهي من المؤمنين.
بعد الاستعمار الاسباني، أبرمت اتفاقية باريس التي بموجبها باعت إسبانيا الفلبين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قامت بدورها بفرض سيطرتها وسياساتها التي أثرت سلباً على الأراضي والممتلكات المسلمة التي صودرت اغلبها لمصلحة الاستعمار الجديد والمبشرين .
ومن ضمن ما عاناه المسلمون
ابان الاستعمار الأمريكي الحرب الجرثومية ، لقمع مقاومة المسلمين الفلبين لحملات الإبادة، والتنصير القسري والتهميش السياسي والتعليمي .
احتلت اليابان الفلبين في عام 1362هـ-1943م، وقاوم المسلمون أيضاً الاحتلال الياباني مع باقي الشعب الفلبيني، مما أدى إلى حملات إبادة جديدة ضدهم. وعقب الحرب العالمية الثانية، تحقق استقلال في 1365هـ/1946م، لكن حال المسلمين لم يتحسن وتواصلت محنة الإسلام في الفلبين من خلال دعم الحكومات المتعاقبة لاستيطان النصراني في المناطق الإسلامية، والتنصير المنظم للمسلمين الذين يعانون الجهل والفقر المدقع، مع تواصل تهميش المسلمين اقتصاديًا وسياسيًا. السياسات أدت هذه السياسات إلى الاضطرابات والتهجير القسري للمسلمين والى انتشار المقاومة المسلحة . التي دامت لعقود وحالت دون تنمية المناطق الإسلامية.
في عام 2013 تم إجراء استفتاء تاريخي عزز وضع مسلمي الفلبين وضمن حقوقهم الأساسية، من خلال تأسيس حكم ذاتي موسع يعترف بالمظالم التاريخية التي تعرض لها شعب مورو ويسعى لإصلاحها. في عام 2014، تم التوقيع على اتفاق سلام بين حكومة الفلبين وجبهة تحرير مورو الإسلامية. وتمخضت المفاوضات عن تأسيس منطقة "بانغسامورو" المسلمة المتمتعة بالحكم الذاتي في جنوب الفلبين، وذلك بهدف إنهاء الصراع المستمر لعقود. وينص الاتفاق على تقاسم السلطات والثروات بين الحكومة المركزية والحكومة المحلية للمنطقة الجديدة، مع منحها الاستقلال في عدد من المجالات مثل الشرطة المحلية والبرلمان، بينما تحتفظ الحكومة المركزية بالسيطرة على الدفاع والشؤون الخارجية. وقد ساهمت الاتفاقية في خفض حدة العنف، وأدت إلى تحولات اجتماعية واقتصادية ملموسة. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة والخطوات المتقدمة، لا زال شعب الفلبين بكل اطيافه يعيش تحديات جمة لأجل تحقيق السلام المستدام والتنمية الشاملة للمناطق المسلمة.
حلت مؤسسة القران للروح بالفلبين لتحيي الروح الجديدة فيها القائمة على احترام الحريات الدينية والقاطعة مع الممارسات الاقصائية العنيفة. رأينا في عيون الناس شغفا حقيقيا لممارسة العبادة والعيش بحرية
في كنف الاحترام المتبادل. وقد لمسنا ذات الشغف في حب الناس لاكتشاف كتاب الله وقراءته. وزعنا بهذا البلد سابقا 50 الف نسخة, ولكن الحاجة اكبر من ذلك بكثير جدا, فقررنا العودة في 2024. تابعونا لمعرفة الجديد بالفلبين, والأفضل من ذلك أن تدعمونا في هذه المهمة النبيلة لإيصال كتاب الله لأكثر من 11 مليون مسلم بالفلبين اغلبهم لا يقدر على اقتناء نسخة منه لارتفاع اثمان النسخ التجارية. لكن الجميل حقا اننا لا نهدي كتاب الله مجانا لمحتاجيه فحسب, بل نوفر لهم أيضا ترجمته باللغة التي يفهمونها, وهنا يكمن الفارق الهائل , والقيمة المضافة لمؤسسة القران للروح.